الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

بَوحُ قَلْبٍ مَوْجُوعِ ’



 مَدْخَلٌ.. 
عَنْدَمَا تَقْرَعَ أَجْرَاسُ الْودَاعِ.. 
يَرْتَجِفُ الْقُلَّبُ ، 
نَجْدُنَا فِي قُطَّار الْمَشَاعِرِ فِي رحلة فِي مَحَطَّاتِ الْعُمَرِ..


 لِأَحُسُّ بِصَفْعَةِ الْفُرَّاقِ وكأنني أُعَايِشُهُ لِلْمَرَّةِ الْأوْلَى 
وَتَنْهَارُ عَزَائِمِيُّ و تَصْرُخَ دوَاخلِيُّ مَنْ شَدَّة الْألَمِ 
أَغَمَضَ عَيْني لِأَرْتَاحُ فَأَرَى وَجَوُّهَا فَارَقْتِنِي عَلَى مُدَى الْعُمَرِ 
وُجُوهٌ أَحَبَّبْتِهَا و أَحَبُبَتْ أَصِحَابُهَا 
لِأُنَاسَ غَابُوا وَلَمْ تَغِبْ مُحِبَّتُهُمْ فَلَمْ يُزَالُوا يَحْتَلُّونَ أَرْكَان الْفُؤَادِ 


مِنهُمْ مِنْ غَادِرِنَا إِلَى رحمة اللَّه فَلَا أَمَلُكَ لِهُمْ سِوَى ذُكِرَ طِيبٌ و دَعَوَات بِالرّحمةِ وَالْغُفْرَانِ 
وَمِنهُمْ مِنْ فَرَقَّتْنِي عَنهُمْ درورب الْحَيَاةَ فَاِنْشَغَلُوا أَوْ انْشَغَلْتَ عَنهُمْ بِأُمُورِ الْحَيَاةِ 
وَمِنهُمْ مِنْ سَقَط سَهَوَا فِي زِحَام الْحَيَاةِ أَوْ أَسْقَطُوا أَنَفْسهُمْ كُلُّ بِأُسْلوبِهِ 
وَمِنهُمْ مِنْ نراهم وَنَتُوقُ لِهُمْ لَكِننَا لَا نَجْرُؤُ عَلَى الإقتراب مِنهُمْ 
و يَبْقَى الأغرب 
مِنْ نراهم وَنَتَوَاصَلُ مَعهُمْ لَكِنّنَا نَحْس بِالْغُرْبَةِ حَتَّى و نَحْنُ نُحَادِثُهُمْ 
لِتُكَوِّنُ كُلُّ دَقيقَة بِمَثَابَةِ مِسْمَار يَدُقُّ فِي الْقُلَّبِ

 ودَاعٌ، فُرَّاقٌ، غُرْبَةَ 

كَلِمَاتُ قَصِيرَةُ لاتتجاوز الْأَرْبَعَة أَحْرُفُ لَكِنهَا تَهِزَّ كُلُّ خَلِيَّةٍ مِني 
تَقْلَبُ عَالَمِيُّ رَأْسًا عَلَى عُقَبِ 
لِأَجِدُ نَفْسي متكورة فِي فَرَاشَيْ 
لَا يُرَافِقُنِي سِوَى دُموعِيٍّ و مخدتي الَّتِي تَحْتَوِي شهقاتي كَيْلًا تُسَمِّعُ 

وَفِي النِّهَايَةِ رَجَائِيُّ مِنكُمْ أَنْ تُؤَمِّنُوا مَعي 

رَحِمَ اللَّهُ جِدَّيْ 
رَحِمَ اللَّهُ جُدْتِي 
رَحِمَ اللَّهُ جِدَّيْ 
رَحِمَ اللَّهُ جُدْتِي 
رَحِمَ اللَّهُ اِبْنَةِ خَالَيْ 
رَحِمَ اللَّهُ زَوْجِ خَالَتِي 
رَحِمَ اللَّهُ زَوْجِ عمتي 
رَحِمَ اللَّهُ اِبْنِ عمتي 
رَحِمَ اللَّهُ كُلُّ مِنْ تَمْرِ طيوفهم فِي رَأْسِيٍّ فِي هَذِهِ اللَّحَظَةَ 
رَحِمَ اللَّهُ أَمَوَاتِنَا وَأُمَوِّتُكُمْ و جَمِيعَ موتَى الْمُسْلِمِينَ 

أَعْتَذِرُ عَنِ الْإِطَالَةِ.. 
لَكُنَّ ماهُوُ إلا بُوح قُلَّب مَوْجُوع


 مَخْرِجُ 
وَتَبْقَى الدُّموعُ أَصْدُقُ تُرجَمآنٍ لمشَآعِرنَا


 بوح قلبي و قلمي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;