مَدْخَلْ :
عِنْوَانِي صَادِمٌ لِمَنْ يَعْرِفُنِي
وَلَكِنَّ أَسْطُرِي كَفِيِلَةٌ بِإِزَالَةِ دَهْشَتَكُمْ
فَـ فَضْلَاً تَابِعُوُا الْقِرَاءَةَ ..
احْتَضِنّي ..
إِنْ كُنْتَ حَقَّاً تُحِبُنِي
احْتَضِنّي ..
أَتَسْمَعُ نِدَائِيِ لَكْ .. !؟
إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُنِي .. إِذَنْ أَيْنَ أَنْتْ .. !
أَمُنْدَهِشٌ مِنْ نِدَائِي ..!؟
وَلَكِنْ لِمَا ؟؟
فَلَسْتُ وَحْدِي مَنْ تُنَادِي بِهِ ،
بَلْ هُوَ نِدَاءٌ يَسْكُنُ أَعْمَاقَ كُلِّ أُنْثَى ..
قَدْ تَبُوُحُ بِهِ هَمْسَاً أَوْ تُجَاهِرُ بِهِ ..
وَقَدْ يَبْقَى صَرَخَاتٍ مَكْتُوُمَةٍ تَتَرَدَدُ بِدَاخِلِهَا فَقَطْ
احْتَضِنّي ..
فَـ حُضْنُكَ هُوَ الْدِفْءْ .. هُوَ الْأَمَانْ .. هُوَ شُعُوُرٌ بِالْإِنْتِمَاءِ
وَكَيْفَ لَـا يَكُوُنْ .. !!!
فَـ مُنْذُ بِدَايَةِ تَكْوِيِنِنَّا وَ أُمَّهَاتُنَا يَحْتَضِنَنَا فِي أَرْحَامِهِنَّ
وَمَا أَنْ نَخْرُجَ لِلْحَيَاةِ حَتَّى نَصْرُخَ مُعْلِنِيِنَ فَقْدَنَا لَهُ ، مُطَالِبِيِنَ بِهِ
وَلَا نَهْدَأْ حَتَّى يَضُمُوُنَا إِلَى دِفْءِ صُدُوُرِهِنَّ
فَـ يَعُوُدُ لَنَا الْأَمَانْ مَعَ كُلِّ نَبْضَةِ قَلْبٍ أَلِفْنَاهَا وَنَحْنُ فِي أَحْشَائِهِنَّ
وَ يَظَلُ اِحْتِيَاجَنَا مَهْمَا كَبِرْنَا وَنَظَلُ نَبْحَثُ عَنْ شَخْصٍ نَنْتَمِي إِلَيهِ لِيُكْمِلَنَا
احْتَضِنّي ..
صَرْخَةٌ نُطْلِقُهَا جَمِيِعَاً بِلَا اسْتِثْنَاءٍ ..
عِنْدَمَا نَخَافْ ..
نَحْتَاجُ لِمَنْ يَكُوُنُ أَمَانَنَا وَ يُخْبِرَنَا بِأَلَّا نَخَافْ فَهُوَ مَعَنَا
عِنْدَمَا تَكْسِرُنَا الْحَيَاةُ وَتَنْسَابُ أَدْمُعَنَا ..
نَحْتَاجُ لِمَنْ يُعِيِدُ إِلَيْنَا شَجَاعَتَنَا وَ قُوَتَنَا وَ يُخْبِرُنَا بِأَنَّ دُمُوُعَنَا غَالِيَةٌ
عِنْدَمَا نَمْتَلِئُ بِالْفَرَحِ ..
نَحْتَاجُ لِمَنْ نَتَقَاسَمَهُ مَعَهُ وَ يُشَارِكَنَا سَعَادَتَنَا
عِنْدَمَا يَأْسُرُنَا الْمَرَضُ ..
نَحْتَاجُ لِمَنْ يَعْتَنِي بِنَا وَ يُقَوِينَا لِنَتَحَرَّرَ مِنْ قَيْدِهِ
عِنْدَمَا نُخْطِئُ وَ تَتُوُهُ بِنَا خُطَانَا عَنِ الْدَرْبِ ..
نَحْتَاجُ لِمَنْ يَشُدُ عَلَى أَيْدِيِنَا وَ يَرُدَنَا إِلَى جَادَةِ الْصَوَابِ
وَحَتَّى عِنْدَمَا نَتَأَلّمْ وَ نَعْجَزُ عَنْ الْبَوْحِ وَتَبْقَى دُمُوُعَنَا هِيَ سَبِيِلُنَا الْوَحِيِدُ ..
نَحْتَاجُ لِمَنْ يَفْهَمُنَا وَ يُهَدِّأُ آَلَآمَنَا بِصَمْتٍ وَ دِفْءٍ وَ مَحَبَّةٍ
احْتَضِنّي ..
{ يُقَالُ أَنَّ أَجْمَلَ مَا يَرْتَدِيِهِ الْإِنْسَانُ هُوَ حُضْنُ مُحِبْ }
فَهُوَ الْأَمَانُ لَهُ وَ فِيْهِ عُزْلَةٌ عَنْ كُلِّ مَا يُخْجِلَهُ وَ يَعْبَثَ بِجِرَاحِهِ
وَلِهَذَا أُنَادِي ..
يَا مَنْ تُحِبُنِي حَقَّاً .. هَلُمَّ وَ احْتَضِنّي ...
نَعَمْ احْتَضِنّي ...
قَرِيِبَاً كُنْتَ أَمْ بَعِيِدَاً
احْتَضِنّي بِ كَلِمَةٍ طَيِبَةٍ تَذْكُرُنِي بِهَا ،
بِ نَصِيِحَةٍ تُصْلِحُ بِهَا مِنْ شَأْنِي
بِ اِبْتِسَامَةٍ تُدَاعِبُ مُحَيَّاكَ كُلَّمَا ذَكَرْتَنِي ،
بِ صَدَقَةٍ تُشَارِكْنِي أَجْرَهَا ،
أَوْ بِ دَعْوَةٍ صَادِقَةٍ تَرْفَعُهَا لِي فِي ظَهْرِ الْغَيْبِ
مَخْرَجْ :
احْتَضِنُوُا أَحِبَّاءَكُمْ وَ اغْمُرُوُهُمْ بِحُبِّكُمْ ،
اغْتَنِمُوُا قُرْبَهُمْ ..
فَلَا أَحَدَ يَعْلَمُ مَتَى يُغَادِرُ !
نَزْفُ قَلْبِيِ وَ قَلَمِيِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق